التحذير من الإحتفلات الغنائية والإختلاط و بيان خطر المجاهرة بالمعاصي ومن المجاهرة بها المجاهرة بالإنكار على ولي الأمر بتعيينه وربط النصيحة به
التحذير من الإحتفلات الغنائية والإختلاط و بيان خطر المجاهرة بالمعاصي ومن المجاهرة بها المجاهرة بالإنكار على ولي الأمر بتعيينه وربط النصيحة به
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله إن المجاهرة بالمعاصي والفجور من ربا و زنا وذرائع الزنا وذلك برفع الصوت بالموسيقى و الأغاني الماجنة والاختلاط... دون إنكار يُعد من المنكرات العظيمة
و ذلك سبب كل بلاء ومصيبة للعباد والبلاد و تدهور الاقتصاد و القحط و ظهور الفساد في البر و البحر و غضب رب العباد
قال تعالى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "( سورة الروم أية 41).
و قد خرج البخاري و مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي معافي إلا المجاهرون ....الحديث
روى الإمام أحمد في مسنده عن قيس بن أبي حازم قال قام أبو بكر رضي الله عنه فحمد الله عز وجل وأثنى عليه فقال يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } إلى أخر الآية وإنكم تضعونها على غير موضعها وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقابه (مسند أحمد 1/31)
فبين ان انكار المنكر ليس من باب التدخل في شؤون الاخرين بل إن الله أمر به وتوعد من تركه أن يعمه العقاب و أن الهداية التامة الواجبة لا تكون إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإذا حصل فلا تضر المُنكِر للمُنكَر ضلالة من عصى بعد القيام بالإنكار.
وقد دل الكتاب والسنة و اتفاق العلماء على تحريم سماع الأغاني
قال تعالى " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ " (سورة لقمان أية 6)قال بن مسعود رضى الله عنه والذي لاإله غيره إنه الغناء
وفي صحيح البخاري عن ابي مالك الاشعري رضي الله عنه (ليكونَنَّ من أمَّتي أقوامٌ ، يستحلُّونَ الحِرَ والحريرَ ، والخمرَ والمعازِفَ) (صحيح البخارى 5590) و في رواية يمسون في لهو ولعب ويصبحون وقد مسخهم الله قردة وخنازير
قال الفضيل بن عياض الأغاني رقية الزنا
قال بن مسعود الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع.
فحرام عباد الله حضور تلك الإحتفلات التي يذاع فيها منكر الغناء والموسيقى و الأشد إذا كان سافرا مختلطا يضم سفلة المغنيين و السينمائيين فلا يحل شهوده و لا بذل المال له و لا التعاون على قيامه قال تعالى: " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " (سورة المائدة أية 2)
فإنه إذا اجتمعت الأغاني مع الإختلاط اشتدت الفتنة والتوق للفواحش والرذيلة و المجون و الزنا
و قد راجت اليوم باسم الفنون والترويح و الترفيه و ذلك ذنب أخر تسمية رقيا الزنا من الغناء والمعازف فنون وترفيه فإن ذلك من تسمية المنكر بغير اسمه
بل المعاصي توجب هم القلب وغمه ونكد العيش وتسليط العدو وتأمر الظلمة و اقصاء العدول البررة
وفي سنن أبي داود ( ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها)
فلا تتهاونوا عباد الله بسماعِ الموسيقى والغناء و الإختلاط و حضورها لا في هواتفكم المحمولة ولا محتفلاتكم العائلية و لا اللقاءات العامة والنزهات و لا في أجهزة أطفالكم..كالجوالات و الألعاب
و يجب الإنكار على مثل ذلك و التبرؤ منه حتى لا يعمنا الله بعقاب من عنده كغرق وزلزلة وتسلط عدو و تنازع...وغير ذلك من الآفآت
قال العلامة ابن القيم رحمه الله :
والذي شاهدناه نحنُ وغيرُنا وعرَفناه بالتجارب أنهُ ما ظهرت المعازفُ وآلاتُ اللهو في قومٍ وفشَتْ فيهم واشتغلوا بها إلّا سلّطَ الله عليهم العدوّ ، وبـُـلوا بالقحط والجَدب وولاةِ السوء .
والعاقلُ يتأمّل أحوالَ العالم وينظر ؛ والله المستعان (مدارج السالكين 1 / 496 )
قال العلامة الألباني رحمه الله : "أخشى أن يزداد الأمر شدة ، فينسى الناس حكم الغناء حتى إذا ما قام أحد ببيانه أُنكِر عليه ونُسِب إلى التشدّد"["تحريم آلات الطرب" ص/16]
ولكن عباد الله احذروا أيضا عند إنكار المنكر فأنكروه بالحكمة والموعظة الحسنة و لزوم منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الإنكار
فان المنكر الاشد من اظهار المعازف والاختلاط اظهار الإنكار علانية بربطه بولي الأمر و التهوين منه بإعلان مثالبه ورضاه لذلك العمل لإستصراخ الناس بالفتن و الدماء التي أمر نبينا بتسكينها و زراعية الكراهية في قلوب الناس للخروج و الفتنة
و هذا عمل قعدة الخوارج ومن تشبه بهم من دهماء العامة
فكان الامام احمد ينكر القول بخلق القران و كان الحاكم يأمر الناس في عهده به وهو كفر أشد من الفسوق والمعاصي كالإختلاط والأغاني والترويج للسنمائيين لكنه لم يكن يربط ذلك بولي الأمر و يسعر حربا و فتنة فذلك خلاف الآثار و السنة
فإنه لما جاءه فقهاء بغداد يريدون نزع يد الطاعة ويقولون طفح الكيل يدرس الأمير أولادنا بالمدارس خلق القرآن أنكر عليهم الامام احمد وقال في قلوبكم دغل هذا خلاف الاثار ......يعني مثل قوله اللهم صلي عليه كما في صحيح البخاري ( من رأى من أميرِه شيئًا يكرهُه فليصبر عليه فإنَّهُ من فارقَ الجماعةَ شبرًا فمات ، إلا مات ميتةَ جاهليةٍ) (صحيح البخاري7054 )
وعند ابن ابي عاصم مرفوعا (مَن أرادَ أن يَنصَحَ لِذي سُلطانٍ فلا يُبدِهِ عَلانيةً ولَكِن يأخذُ بيدِهِ فيخلوا بهِ فإن قبلَ منهُ فذاكَ وإلَّا كانَ قد أدَّى الَّذي عليهِ)
فإعلان النصيحة وإظهار الإنكار على ولي الأمر ليس من عمل أهل السنة والأثر بل من صفة قعدة الخوارج فاحذروه
قال بن حجر ( قعدة الخوارج الذين يزينون الخروج ولا يباشرونه)
لأن الخروج وذكر المثالب باللسان طريق للخروج بالسنان كما حدث في عهد عثمان رضى الله عنه كانوا يلمزونه وانه يوظف قرابته ويترك الناس بلا وظائف حتى خرجوا عليه وقتلوه ولم تسكن الدماء حتى الان فاعتبروا يا أولي الأفهام لا يستهوينكم الشيطان
وعند الترمذي عن رجل أنه قال لأبي بكرة أنظر إلى هذا الأمير يلبس ثياب الفساق فمع انه لوحظ عليه ذلك فقد كان قد ظهر يخطب وهو يلبس ثيابا رقاقا فقال صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل أسكت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من أهان سلطان الله فى الأرض أهانه الله)
و ما جاء في صحيح مسلم من إنكار أبي سعيد على الأمير الذي خطب للعيد قبل الصلاة فذلك بمجلسه لا خارجه كخطب الجمعة و اليوم تويتر و وسائل التواصل الأخرى فذلك محدث ووسيلة للخروج لذلك انكره مشايخنا من هيئة كبار العلماء و لم يخالفهم في زماننا إلا شرذمة لا يُعتَد بقولهم في ذلك
و قد قيل للحسن إن الناس لن يرضوا بقولك فقال و متى كان الناس حكاما على السنة السنة حكم عليه و إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل
و انظر ما تسبب من الانكار على الولاة علنا من بلاء و خراب و فساد للدين و الدنيا فإذا عقلت فقهت حكمة التشريع بالنهي عن ذلك
قال الشافعي من أخذ عن رسول الله فعن الله أخذ
قال تعالى "مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا "(سورة النساء أية 80)
قال تعالى" ذَٰلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ "(سورة الممتحنة أية 10)
كتبه الناصح لنفسه قبل غيره
أبوعبدالله
ماهر بن ظافر القحطاني
عضو التوعية بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
منقول من رسائل الشيخ ماهر القحطانى حفظه الله فى وسائل التواصل الإجتماعى الخميس 26-05-1438