فوائد قحطانية -> 📮 التحذير من القول على الله بغير علم وبيان أنه أعظم الذنوب من الفواحش وتعاطي المخدرات .
الخميس ، 17 ربيع الآخر ، 1447هـ - 9:16 ص
التحذير من القول على الله بغير علم وبيان أنه أعظم الذنوب من الفواحش وتعاطي المخدرات
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد
عباد الله احذروا من تلاعب الشيطان ببعض أهل الاسلام واتباع خطواته والتي تؤول إلى الهلاك والجحيم وذلك ممن هو من أهل الغفلة عن الرسوخ في العلم بدين الرحمن وقواعده وأصوله والتعلق بالخلق والانس المجتمعي بل هو ممن ابتلي بالعجلة وشدة الانفعال مع قلة الديانة وطلب التمشيخ وسرقة المعلومات والتصدر بها في المجالس و بالمغالبة وبأسلوب فج قبيح
ومن سمّع سمّع الله به فمقته الناس من بعده وقلوه وأبعدوه
وذلك بجريمة الكلام على الله بغير علم ولا فقه محقق ونقل مصدق ولا هدى وصراط مستقيم ولو كان الذي أمامه ويحاوره شيخا له عياذا بالله كما كان يذكر العلامة بن عثيمين بقصصه مع الخوارج ومن تشبه بقوم فهو منهم
بلاحياء وانكسار وتواضع لله للحق
والرضوخ له بل المهم عز نفسه ولو بالجهل وبذل أهل الحق والتطاول عليهم كبرا وعنادا
فيهجم على الحكم الشرعي سيما العام بالتحريم والتحليل والتخطئة ورد القرآن والسنة والقواعد بالرأي الفاسد وهو بهذا يصد نفسه ومن يسمعه عن سبيل الله والذي يعرف بالنقل المصدق والقول المحقق من أهل العلم الذي أثنى عليه العلماء الثقاة.
قال الله تعالى في بيان حقيقة جريمته وأنها كما اشار ابن القيم في إعلام الموقعين إلى أنها أعظم الذنوب :
قال جل وعلا «ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله»
وقال جل وعلا «ولاتقولوا لماتصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب»
فتتلى عليه آيات الله بينات والقواعد فيولي مستكبرا متعاظما كأن لم يسمعها فمثله وإن أظهر صلاحا وتعففا عن الزنا وإصلاحا وإنكارا واقع بأعظم المنكرات عياذا بالله وهو الكذب على الله والافتيات عليه والافتاء بغير علم وتتبع أخطاء العلماء والافتاء بالمتشابه منها بلا ضبط بزعم أنه لايخرج عن فتاويهم وذلك أخطر وأغلظ عليه بل بنزعات التحسين والتقبيح العقليين عند المعتزلة
سيما إذا استمر وأظهر الاهتمام بالعلم وتعظيم العلماء والرجوع إليهم وهو يخالفهم فيتصدر بكلام لم يقولوه أصلا
فينقل عن المشايخ تسلقا وتلميعا لنفسه، وسبب ذلك الجهل واتباع الهوى أو التعصب والكبر، والسمعة والرياء وحتى لايقال جاهل بل ليقال تفخيما الشيخ..!!!! ويحترم!!! بلا علم وفقه
فاحذروا عباد الله مجالسته فالمرء على دين خليله
وعند الاضطرار لايفتح معه بالمجلس أمر الدين والعلم لأن ذلك ذريعة لأن يخبط فيه خبط عشواء فيهلك الساكتون عن الانكار عليه مع فظيع جرمه
روى الإمام البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمرو مرفوعا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله «إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَماءِ، حتّى إذا لَمْ يُبْقِ عالِمًا اتَّخَذَ النّاسُ رُؤُوسًا جُهّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا»
ولذلك يحذرون مجالسة أهل العلم حتى لايفتضحوا ويجمعون أهل الجهل وصغار السن ليترأسوا عليهم بالنصح فيسودوا
فالواجب عليهم التثبت والرفع لأهل العلم عند الاختلاف وترك ترجيح قول عالم على عالم بغير علم، فالعلم بحث محقق ونقل مصدق وما سوى ذلك فهذيان مزوق.
والعلم ببذل الجهد بالتعلم والبحث والمثابرة واختيار الصاحب الصالح لأن صاحبه لو كان متعالما فسيعديه بل سينقل عنه بالمجالس.
فكم سئل الإمام أحمد عن مسائل فقال لا أدري ومشايخنا سألتهم كشيخنا بن باز والألباني، ومن قبل الإمام أحمد.
فيكفي لمثل هذا المجازف المتعالم
وليحيل للعلماء ولا يتصدر ولا يجادل ولا يخطىء أحد ولعله يسلم وينجو
قالوا من أخطأ لا أدري أصيبت مقاتله
فيهجم بالانكار بالجهل والهوى ولايسمع ولا يتدبر عُجبا بجهله
فاللهم إنا نسألك معافاتك وعفوك فعافنا منهم ومن أمثالهم وإنا لله وإنا إليه راجعون .
منتقاة من مخزون تراث وفوائد شيخنا الفاضل ماهر بن ظافر القحطاني عضو الدعوة بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد (جدة)