فوائد قحطانية -> 📮 إن بين يدي الساعة سنون خدّاعة لشيخنا الفاضل الهمام ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
الثلاثاء ، ١٨ رجب ، ١٤٤٥ هـ - ٠٨:٠٦:٥٨ مساءً
-
إن من عجيب الزمان أن نرى فيه من لم يتأهّل للعلم والإفتاء متصدراً العالم كله من طريق الفضائيات
ويفتيهم ليس كمن قام في مسجد فأفتى وهو غر حدث لا يعرف من العلم شيء بل على مستوى الفضائيات وهذا هو الزمان نخاف الذي جاء ذكره في مسند أحمد عن النبي ﷺ أنه قال إن بين يدي السّاعة سنون خدّاعة يكذّب فيها الصّادق ويصدّق الكاذب ويخوّن الأمين ويؤتمن الخائن وينطق الرويبضة الرويبضة الرجل التافه رجل تافه يتكلّم في أمر العامة عياذاً بالله فمن ذلك أنه خرج شخص يعني لا يتجاوز عمره الأربع وعشرين أو الثلاث وعشرين سنة ألبسه بعض القنوات للمصلحة المادية الشخصية عندهم لباس العلم وخرج يفتي أن إغلاق المحلات في أثناء الصلاة بدعة !!
وهذا القول لا خطام له ولا زمام ولا يدل على العلم ولم يشم رائحته .
فإننا أولا قد وجدنا في كلام سلفنا ما يخالفه فقد خرّج ابن بالدنيا في كتاب إصلاح المال أو الأموال عن عمرو ابن دينار قال خرجنا مع سالم ابن عبد الله إلى السوق و قمنا وقتها إلى الصلاة والناس مخمّرون بضاعتهم لماذا أغلقوا البضاعة لأنهم ذهبوا إلى الصلاة هب أننا ما عندنا هذا الأثر الذي يدل عن سلفنا أنها تغلق المحلات وقت الصلاة هب ما عندنا أثر إن إغلاق المحلات وقت الصلاة من المصالح المرسلة لا علاقة لها بالبدع مثل إشارات المرور والسجون والوزارات والدواوين وغير ذلك فلا يقال في هذا الباب بدع إلا الأشياء المخترعة في الدين كصلاة الرغائب والتصوف لا علاقة بالتنظيم لأمر إقامة الدين بالإبتداع فهذا أمر لمّا رآى ولي الأمر تساهل التجار في حضور الجماعة وضعوا لهم وقت يغلقون به سدا للذريعة وقت الأذان وهذا يرجع لولي الأمر ولا حرج فيه ولا إشكال .
فالقول عباد الله بغير علم من أعظم الجرائم التي ينتحلها من لا سوق له في باب العلم وقد قال الله تعالى { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [ ١ ] .
----------------------------------------------------------
[ ١ ] كلمة بعد العشاء .
🖌 أبو أيمن أمين الجزائري وفقه الله بتاريخ ٢٠ رجب ١٤٤٥ .
