فوائد قحطانية -> 📮حقيقة بر الوالدين وعقوقهما وأثر الشهر الحرام محرم لشيخنا الهمام ماهر الظافر القحطاني حفظه الله .
الخميس ، ٩ محرّم ، ١٤٤٥ هـ - ١٠:٥٩:٥٨ مساءً
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله إنه من المظنون وإن لم يكن نص خاص قطعي انتشار عقوق الوالدين وهما رأس هرم الرحم آخر الزمان وذلك عند موت العلماء أو قلتهم والرغبة عن العلم واتباع الشهوات وغلبة الهوى والجهل أليس ذُكر حينها ظهور الشرك حتى تعبد اللات والعزى أخرى وكثرة القتل وشرب الخمر والزنا , كما في جاء في الحديث لاتقوم الساعة حتى تعبد اللات والعزى .
وذلك بلا شك بسبب الجهل بالعلم وبحقوق الله وحقوق خلقه سبحانه لاإله إلا هو .
كما جاء في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشر ب الخمر ويظهر الزنى .
كذلك قطيعة الرحم وأعظمه وأشده الوالدان بلاشك .
خرج الإمام أحمد والبزار عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ: الَتسْلِيمَ على الْخَاصَّةِ، وَفُشُوَّ التِّجَارَةِ، حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ، وَقَطْعَ الْأَرْحَامِ، وفشو الْقَلَمِ، وظهور َشَهَادَةَ الزُّورِ، وَكِتْمَانَ شَهَادَةِ الْحَقِّ .
ومن ذلك ومع كثرة الكتابة سواءا بنشر الصحف أو تويتر أو الواتس أو الكتب والرسائل وهو ( فشو القلم )
لكن تقل البركة مع ذلك لقلة العلم واشتغال الناس بالدنيا والأهواء وقلة العلماء أو موتهم .
فمن آثار ذلك فشو العقوق للوالدين وقطيعة الأرحام , وفي الحديث الذي ذكر فيه أشراط الساعة أن تلد الأمة ربتها .
قيل عقوق البنات وقيل غير ذلك فان كان كذلك وإلا فقطيعة الرحم كائنة وقتها عند الجهل بالدين واتباع الأهواء والتنافس بالدنيا
فتجد اليوم الأم بالمطبخ وتطالبها البنت وقد جاءت من جامعتها ومدرستها ومت بشنطتها
بالوجبة ووضع السفرة واختيار الطعام وتراها تكنس وتطاير الغبار عليها وتنظيف الخلاء !!!
وهي قاعدة رجل على رجل تعبث بجوالها وتحكي القصص وتلهو بالمقاهي مع صويحباتها وتلقاهن ولاتسمع الام منها الا الطلبات عياذا بالله بل ترفع صوتها وتناقشها وتحاقها وتواقحها !!!
كما بلغني والله أن بنتا قامت من نومها مزمجرة منزعجة هزت المنزل بصراخها على أمها قائلة
أنتي ماعرفتي أني ما أحب أن أقوم من سريري إلا والتفاحة عند رأسي .
وهذا لاشك مظهر من مظاهر السيادة على الوالدين
والولد يناقش الوالد ويلزمه بل ويعتقد مشروعية تعزيره وتأديبه بالعلو عليه في الكلام بزعم ان اتكلم بحق فيقيس خطابه لوالده
بأخيه أو صديقه عياذا بالله .
وأذكر أنها اتصلت بي امرأة من دولة عربية تحكي بان والدتها استدانت منها ولم ترجع لها فلوسها وعزمت على شكواها في القضاء عند المحاكم عياذا بالله فانكرت عليها جدا .
فهؤلاء لم يعلموا قول الله تعالى { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } .
وقوله فلاتقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما أي بأدب وتوقير جم …
فلايعرف التوقير والأدب إلا مع من أراد نفعه الدنيوي كمدير وطبيب وتاجر شريك .
فالعقوق انما يكون ادخال الغم على الوالدين والإساءة لهما بالمقاطعة والقطيعة والجفاء والإلزام عند النقاش ولوكان حقا فكيف بالباطل والعجلة دون تفهم وذلك بخلاف ماكان عليه هليل الرحمن ابراهيم عليه السلام فلا أعظم من حق الله بالتوحيد ومع ذلك وعلمه أن والده أشرك وكان يجادله ويتهدده بالرجم فكان يقول له قولا كريما ويدعو له ويستغفر له مع شدة والده عليه .
فهذه أخلاق القرآن وكان النبي صلى الله عليه وسلم خلقه القران .
ولم يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذنبا بعد الشرك إلا عقوق الوالدين وأنه أكبر الكبائر .
فقال أكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقدمه على شهادة الزور والذي قد يسفك بها دم مسلم مظلوم ويذهب ماله بغيا بلاحق
قيل للامام الشافعي أيتخاصم الرجل مع أبويه ؟
قال : ولا مع نعليهما .
إثبات الحجة على والديك عقوق حتى وإن كنت على حق .
وفي صحيح مسلم :
الوالد أوسط أبواب الجنة فان شئت فامسك به وإن شئت فأضعه..
أي أن كان لك عقل ودين فاستمسك ببره واكرامه وترك مقابلة شدته للتأديب ولو ظلما بتطاول بل قل له قولا كريمابادب وتوقير..وخضوع
أو أضعه بالعقوق والإهمال والجفاء وصرف بره ومصادرته بقولك خلي فلان من اخواني يودي والدي المستشفى أو .. أو كراهة عياذا بالله للبر وتثاقلا عن أداءه
وحينئذ يخسر العاق الدنيا والاخرة وتتوالى عليه العقوبات واشدها موت قلبه فلايشعر انه عاق فيفجئه العذاب بعد فجاءه الموت بامر لم يكن يحتسبه وقبلها العقوبات الشديدة وقلة توفيقه بالدنيا وبغض الخلق وهجران من يحب
كما في الأدب المفرد عند البخاري:
مامن ذنب أجدر ان يعجل الله عقوبته في الدنيا على مايدخر للعبد يوم القيامة مثل البغي وقطيعة الرحم .
وأما هجر الوالدين لتأديبهما وتقريعهما بالكلام السيء
لإصلاحهم !!!
فلا يدل عليه قران ولاسنة
قال الله تعالى وصاحبهما في الدنيا معروفا
أي ولو كانا مشركين ولم يستثن
ولو قالها عالم فهي زلة عالم وقد قال شيخ الاسلام بن تيمية والعلماء يحتج لهم لابهم .
واننا نعيش هذه الأيام في الشهر المحرم والذي العقوبة فيه اشد فليتذكر الابن الجافي حرمة الشهر وأن الطاعة فيه أفضل وليتب من عقوق الوالدين وليبرها ليفتح أمامه أبواب التوفيق في الدنيا والآخرة فالبر يهدي للجنة والعقوق يهدي للنار
فاللهم أصلح لنا ذريتنا واهدهم وأزواجنا ومن له فضل علينا .
واصلح الراعي والرعية واحفظ البلاد والعباد من شر الخوارج الانذال … وأضرابهم
🖌كتبه أخوكم ومحبكم أبو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني .
🕌 عضو الدعوة بوزارة الشؤون الإسلامية .