فوائد قحطانية -> 📮المفهوم الخاطئ لمعنى الأكابر لفضيلة شيخنا الهمام ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله .
السبت ، ٤ محرّم ، ١٤٤٥ هـ - ٠٤:١٧:٢٤ صباحاً
روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال { لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح } علم النبي ﷺ أن قد نعيت إليه نفسه , فقيل إذا جاء نصر الله السورة كلها .
هذا الحديث إسناده حسن وفيه من الفقه ما كان عليه ابن عباس من العلم بالقرآن فقد قال النبي ﷺ اللهم علمه الكتاب كما في صحيح البخاري .
وكان كبار مشيخة بدر من الصحابة يستشكلون دخول ابن عباس معهم ومقارنته لهم من قبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فبين لهم منزلة ابن عباس ودعاء النبي ﷺ له وابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم جميعا , نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس , كان عبد الله بن عباس في تفسير القرآن سيد الناس .
فقال عمر أجيبوني عن هذه الآية { إذا جاء نصر الله والفتح } فكلهم قال أمر النبي ﷺ إذا فتحت عليه مكة أن يستغفر الله أو يسبح , ما قولك يا ابن عباس فقال هذا نعي النبي ﷺ فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرأيتم لماذا قدمته عنده زيادة علم .
فإذن العلم لا يعرف صغير ولا كبير , فيقول بعضهم هذا شاب في الثلاثين يعلم العلم هو ليس من الأكابر !!
هل من شرط الأكابر عندك أن يكون شيخ كبير في السن حتى يملأ عينك , قد يفتح الله على مثل ابن عباس والحافظ الحكمي فالعبرة بالعلم فلا وجه للتشغيب بالسن .
عليكم بالأكابر يعني الكبار في السن , فهناك مفهوم خاطئ لمعنى الأكابر , قال الإمام اللالكائي رحمه الله في شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة ( الصغير في السن كالحافظ الحكمي مثلا من المعاصرين هو من الأكابر إذا أخذ بسنة الأكابر يعني من الصحابة , وصار يقضي بالسنن ويحتج بها وكان على علم فهو من الأكابر ) فبعضهم يشغّب فهذا من الحسد , من الحسد تحريك الناس بمثل هذا , والأصاغر هم أهل البدع كما قال الإمام عبد الله ابن المبارك راوي الحديث [ ١ ] .
ومن الأسئلة التي وجهت لشيخنا في مجلس شرح كتاب التوحيد بجامع الراجحي بمكة .
قال السائل ( من الشبه التي يوردها الشيطان عند البعض يقول له لا تطلب العلم إلا عند الأكابر ) .
فقال شيخنا مجيبا جميل هذا الكلام وأنا أؤيد القائل فيه لكن من هم الأكابر ؟
هل يقصد ألا تطلب العلم إلا عند رجل شاخ عمره تسعين أو ثمانين وقد طلب العلم عند ابن عباس رضي الله عنه وعمره عشرين , والصحابة ما أنكروا عليه فكان عمر يقدمه وهنا يأتي كلام ثمين نقله اللالكائي رحمه الله في أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة قال الصغير [ ٢ ] فإن لم يكن في السن كبير فهو من الأكابر إذا قال بقولهم وانتحل نحلتهم فاحتج بالسنة وقواعد أهل السنة على علم راسخ فهذا كبير وإن كان في السن صغير } .
ثانيا من كان في العلم والسن كبير ثم أثنى على هذا الذي هو فتى ولم يشب فإنك إن تركت الإستفادة منه فقد خالفت هذا الكبير , فالشيخ الكبير إذا قال فلان من ذوي العلم وأهل العلم فاستفيدوا منه فقلت حينئذ لا أستفيد منه فحينئذ أنت الصغير .
فحينئذ هذه شبهة منعت كثير من الناس الإستفادة من أهل العلم نظرا لأنهم ما شاخوا وأصبحوا في التسعين والثمانين وهذا مخالف لاتفاق السلف الذين لم ينكروا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه تقديم ابن عباس رضي الله عنه ولا يعرف عن السلف مثل هذا .
فمن تكلم بالسنة على علم وبصيرة فهو من الأكابر ولو كان في السن صغير .
فاستفد ممن أثنى عليه الأكابر ولا يتلاعب بك الشيطان في هذه المسألة بالذات .
---------------------------------------------------------
[ ١ ] منتقاة من شرح مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .
[ ٢ ] مثل الحافظ الحكمي الذي كان عمره ٣٢ سنة وملأ الدنيا علماً واتفق الناس على علمه ومكانته
🖌 أبو أيمن أمين الجزائري وفقه الله بتاريخ ٣ محرم ١٤٤٥ .